ماذا أقرأ ؟

قبل ثلاث سنوات ، انتشر بين المدونين، واجب تدويني مثير ، الغرض منه هو التعرف أكثر على الاهتمامات الثقافية لبعضهم ، ومعرفة مدى تعلق أو تأثرهم ببعض الكتب أو الكتاب. وبعد المبادرة الطيبة لصيفي مع كتابي ، ولأن الكتاب يكون رفيقا في أكثر أوقات الصيف ، أحببتُ أن أعيد لكل الأصدقاء هذا الواجب ، كمبادرة من أجل معرفة أعمق ، لبعض مانتقاسمه من اهتمامات بالقراءة.
لذا وجب على كل من وصلته دعوة المشاركة من المدونين ، أن يجيب بكل تلقائية على الأسئلة الموجهة هنا

عن سناء 😀

* من أرسل لك الدعوة ؟

محمد و يوسف صاحب مدونة الجريمة والشوكولاته

* ما هي كتب الطفولة التي بقيت عالقة في ذاكرتك؟

في الفترات الأولى من الطفولة كانت قراءاتي منحصرة فقط في بعض المجلات مثل العربي الصغير ومجلة ماجد، و  القصص .

أكثر سلسلة كنت أقرأها هي المكتبة الحديثة للاطفال لمحمد عطية الأبراشي ، كنت أقرأها كاملة بجزئيها و أعيدها بدون كلل أو ملل ، وأتذكر أن أكثر قصة كانت قد أثرت في هي : تأديب الأميرة ، وكانت تحكي عن قصة فتاتين متشابهتين شكلا تماما ، لكن كل واحدة منهما تعيش بيئة مختلفة ، فالأولى أميرة مدللة ثرية ابنة القصور ، أفسدتها كثرة الدلال ، فأصبحت متغطرسة مغرورة وغير قنوعة .. والثانية ابنة فقيرة يتيمة تعمل في مطعم للسمك لا تنام إلا سويعات قليلة ، ورب عملها قاسي لا يقدر وضعها ولا سنها .. وفي يوم من الأيام تتبادل الفتاتين الأدوار ( نسيت كيف كان ذلك بالضبط) المهم أن الأميرة ستتأدب عندما تعيش في تلك البيئة التي لم تعتد عليها وستشعر بقيمة النعمة التي كانت فيها ، والفتاة الفقيرة ستعيش فترة من الراحة من العذاب الذي كانت تعيش فيه ، وستصبح أميرة محبوبة .. الخ

ما جعل هذه القصة تبقى عالقة في ذاكرتي ، هي كون أمي كانت تقول لي مازحة ، أن هذا هو التأديب الذي يصلح لي حتى أتوقف عن كثرة “الفشوش” 😀

ثم تأتي المكتبة الخضراء : اقتنيتها في وقت متأخر أي بعدما مللت من كثرة قراءة المكتبة الحديثة ، لم أتعلق بها مثل سلسة عطية الأبراشي ، ربما لأنه كان قد حصل لدي إشباع من قصص الأميرات والفرسان والنبلاء 😛

بعد تقدمي قليلا في السن كان كتاب صور من حياة الصحابة لعبد الرحمن رأفت الباشا أول كتاب أقرأه كاملا ، كنت في العاشرة أو الحادية عشر من عمري ، الكتاب مقسم على 7 أجزاء وفي كل جزء يحكي قصة مجموعة من الصحابة ، في بادئ الأمر كنت أقرأ فقط لبعض الأسماء التي تثير اهتمامي ، ثم وجدتني أنتقل إلى قراءة الكتاب كاملا ، أسلوب السرد كان بسيطا ورائعا ويساعد على القراءة ، وكم أتذكر فرحتي حين أكملته ذلك لأني كنت أعتقد أن لي عقدة تجاه الكتب كبيرة الحجم ، وأنني أستطيع أن أقرأ 1000 صفحة لو كانت مفرقة على 10 كتب مثلا ، أما أن أقرأها في كتاب واحد فذاك كان يبدو لي ضربا من المستحيل ، أمنّ لهذا الكتاب لتخلصي من تلك العقدة 😀

أعدت الكتاب بعد ذلك أكثر من مرة ، لكنني متأكدة اذا سألتني عن أي صحابي الآن فلن أتذكر قصة أي واحد منهم xD ، الزهايمر وفعايله 😦

لافتات : اااه اللافتات لأحمد مطر ، كم عشقتها ، كم أدمنتها ، لم أكن حينها أفهمها كلها ، بل ربما لم أكن أفهم حتى المقصود من أغلب ما جاء فيها ، لكنني كنت أحبها بعين طفولية تعشق التمرد و أعجبت بشاعر وجدت في أشعاره تجاوزا لتلك الخطوط التي علموني وقالوا لي  أنها حمراء ، وكنت دائما أقول لأبي أن ياخذني إلى لندن لألتقي بشاعري المفضل وآخذ معه صورة 😀

* مَنْ أهم الكتاب الذين قرأتَ لهم ؟

سأعتبر المقصود من كلمة “أهم” في السؤال ، الكتاب المهمين بالنسبة إلي ، فهناك كتاب “مهمين” بالنسبة للآخرين قرأت لهم لكنني لن آخذهم بعين الاعتبار هنا 😀

حسنا ، من الأجانب :

باولو كويلو : لا داعي لأن أذكر اعجابي بقلمه فقد كتبت عليه تدوينتين ( 1 و 2 )  سابقا كافيتين لمعرفة الأسباب .

هذه الأيام وأنا أقرأ لروائيين آخرين مشهورين ، أزداد يقينا بتميز قلم باولو عن غيره .

أغاثا كريستي : كلما استيقظ فيّ ذلك الحب الغريزي للقصص البوليسية ، أتوجه لأحد قصصها ، لأتمتع بتلك الاثارة التي لا تغادر صفحات رواياتها من أول صفحة إلى آخر صفحة ،لكني منذ مدة لم أقرأ لها والسبب يعود إلى المحقق كونان  😛 ، التي تعوضني اثارة حلقاته و أفلامه عن قراءة أي رواية بوليسية . يبدو أن كونان سيكون دائما وأبدا منافسا لأغاثا ، سواء ككاتب “كونان دويل” أو كشخصية كرتونية 😀 .

دان براون : لم أقرأ له غير رواية واحدة : “شيفرة دافنتشي ” وبالمناسبة هذه الرواية وصلتني  بطريقة جميلة لنشر ثقافة القراءة، وهي أن كل من يشتري رواية وينتهي منها يتركها لشخص آخر يقرأها ، وحينما ينتهي منها ، يعطيها لشخص آخر وهكذا ، الرواية كانت قد وصلتني عن طريق محمد ، و لا أخفي أن حجمها الضخم لا يشجع على القراءة ، لكنني ما إن بدأتها حتى غيرت كل برنامجي اليومي من أجل أن أنهيها في أسرع وقت ، و زاد من حماسي أنني كنت أستعد للذهاب إلى باريس حينها ، وكنت مصرة على أنتهي من الرواية كاملة ، حتى أستطيع تصور الأحداث كاملة في متحف اللوفر 😀 .

شيفرة دافنتشي كانت كافية أن تجعل من كتب دان براون في “my top to-read” .

من العرب:

عبد الوهاب المسيري : ألوم نفسي أنني لم أعرفه إلا متأخرا ، و لم أقرأ له فعليا إلا بعد وفاته ، هذا الرجل لا يكتب موسوعات فقط ، بل هو بحد ذاته موسوعة ، لا أستطيع أن أقول عنه الكثير فحتى تعرفه يجب أن تقرأ له .

علي الطنطاوي : كم هو هائل هذا الشيخ ، إنه يجمع بين روعة الفكرة و الأسلوب ، يجعلك تستمع بكل كلمة يكتبها ، أحس بالارتياح عندما أقرأ له .

محمد عمارة ، فهمي هويدي : هؤلاء الاثنان من النوع الذي تتمنى لو كل المفكرين و الكتاب مثلهم ، فهموا الإسلام جيدا ، وأنه دين وسطي ، هدفه أن يسهل الحياة للإنسان ليعيشها على أحسن حال ، لا أن يعقدها ويجعلها مستحيلة للعيش .

الطيب بوعزة : مفكر مغربي وطنجاوي ، عندما تقرأ له تحس برقي ووضوح فكر هذا الرجل ، وأنه متمكن مما يكتب، و أركز على كلمة “وضوح” لأن مشكلة الكثير من المفكرين أنك عندما تقرأ لهم تحس أنك في دوامة استحالة أن تخرج منها ، وتتساءل هل هؤلاء حقا يفهمون ما يكتبون ، وهل يعتقدون أن الناس تفهم ما يكتبون ، أم أنهم يتمتعون فقط باستعمال تلك الكلمات الدخيلة غير العربية التي لا يفهمها أحد !

أحمد مطر ، محمد الماغوط : باختصار، يشفون غليلك حينما يكتبون فيما لم تستطع كتابته أنت ! وهذا شيء صحي جدا 😉

طارق رمضان : مع أنني لحد الآن لم أنهِ قراءة أي كتاب له ، إلا أن مقابلاته التلفزيونية كافية لجعلي أصنفه في قائمة أهم الكتّاب ، إنه رجل عرف كيف يتناقش مع الغرب ويبين لهم أن الإسلام يمكن أن يكون دينا أوروبيا ، مستعملا منطقهم هم ، و مستدلا بحججهم التي مع طارق رمضان تخونهم و تنقلب ضدهم .

مشكلته أن كتبه غالية جدا ،قضيت  ساعات طوال في المعرض الدولي للكتاب الأخير في الدار البيضاء أبحث عن كتبه ، وعنذما وجدتها صعقت بالثمن ،  لذلك من باب الاقتصاد أنصح بمشاهدة نقاشاته التلفزيونية  :P.

أحلام مستغانمي : جزائرية تكتب باللغة العربية ، وليست أية عربية ! تحدثت عن كتابين لها في تدوينات سابقة : ذاكرة الجسد و فوضى الحواس

والقائمة تطول ^^

* من هم الكتاب الذين قررت ألا تقرأ لهم مجددا؟

أن أقرر عدم القراءة مجددا لكتاب معينين ، أمر مختلف عن عدم إعجابي بكتبهم ، فالأمر أحيانا يتعدى عدم إعجاب إلى ندم لقراءة الكتاب أصلا ، وأحيانا أخرى يكون القرار بسبب عوامل أخرى ، وفي كل الأحوال قد أقرر عدم القراءة مجددا لكتّاب معينين ، ثم أتراجع عن قراري بكل بساطة 😛 !

أول من بالقائمة ،علاء الأسواني كروائي : كنت متحمسة لقراءة رواية شيكاغو بعدما سمعت عنها الكثير ، لكنني سرعان ما عرفت السبب على الاقبال فيما بعد -_- ، بالغ من الاباحية والهبوط في روايته  ، بينما كانت ستكون جيدة لو لم يفعل ، فالقصة و طريقة السرد ليسا سيئين أبدا ، قراري بعد القراءة له مجددا سببه : أنه بالنسبة لي لا يحترم القارئ ، وأنني لست مستعدة لاضاعة وقتي ومالي في روايات من هذا النوع .

محمد حسنين هيكل: كل ما أتذكره أنني قررت ذلك ، بعد أن أصبت بخيبة أمل عند قراءتي لكتابه كلام في السياسة الذي لم أكمله حتى ، ربما لأنني لم أرتح له ، أو أحسست بأنه يبالغ أو شيء من هذا القبيل …

فرج فودة : قرأت له كتابين ،لم يقنعني كثيرا،  فهمت ما يريد قوله وايصاله  ، لذلك اكتفيت منه .

مليكة أوفقير وعائلتها : السجينة رواية أحبها جدا ، واعتقد أنها كانت أكثر من كافية لأتعرف على قضية أسرة أوفقير ، بدون أن أحتاج لقراءة كتاب أو كتابين لكل فرد من أفراد العائلة -_- !

عبد الله العجيري : لا أدري هل له كتاب آخر أصلا من غير ” خرافة السر” لكنه كان الكتاب الوحيد الذي قرأته له ، و لم أحب أسلوبه في تصيد الأخطاء و المبالغة في نظرية المؤامرة ،  و كأنه يكتب فقط ليهاجم كتاب السر بدون أدلة مقنعة ، مع أني لست من محبي كتاب السر !

* ما هو الكاتب الذي لم تقرأ له أبدا ، وتتمنى قراءة كتبه ؟

مصطفى لطفي المنفلوطي : لأنني دائما أعتبر عدم قرائتي للمنفلوطي فعليا هو شيء أخجل منه 😀

غابرييل جارسيا ماركيز ، راغب السرجاني ، غسان كنفاني : أسمع كثيرا عن كتبهم أو رواياتهم ، لكنني لم أقرأ لهم بعد لحد الآن .

* في صحراء قاحلة ، أي الكتب تحمل معك؟

حقا لا أتخيل نفسي سأقرأ إن كنت في صحراء قاحلة ، و حتى لو اعتبرت السؤال :إن كنت في مكان بعيد مثلا أي الكتب سأحمل معي ، فلا أعتقد أنني سأميل إلى كتاب معين ، بل سأحمل معي الكتاب الذي أقرأه في تلك الأيام بكل بساطة !

* ما هي قائمة كتبك المفضلة ؟

ما يحضرني الآن :

-روايات باولو كويلو : فيرونيكا تقرر الموت ، ساحرة بورتوبيلو ، الخيميائي …

-تازمامارت ،الزنزانة رقم 10 لأحمد المرزوقي

-شيفرة دافنتشي لدان براون

.. وأخرى

* ما هي الكتب التي تقرؤها الآن ؟

The notebook – Nicholas Sparks

صديقنا الملك لـ gilles perrault

L’islam en questions -Tareq Ramadan

* أرسل الدعوة لأربعة مدوّنين:

عرفونا على مكتباتكم ^^ :

FAR..CRY

عصام

أسامة و  مروان << لعلها تكون محاولة ناجحة لايقاظكما من السبات العميق .

* يبدو أنني أطلت أكثر من اللازم ، لمزيد من المعلومات حول نشاطاتي القرائية هذا رابط ملفي في شبكة قود ريدز.

دمتم بخير

13 تعليق

  1. أخيرا نسريننننننن
    هناك كتاب لم أسمع عنهم أبدا ، حتى رأيتهم ضمن قائمتك
    جميل جدا
    أتمنى أن تقرئي عما قريب للمنفلوطي ، لأنه فعلا أكثر من رائع
    سلاموووووووو

    1. أجل أجل يحب أن أفعل .. قبل أن ينتهي الصيف وأنا لا زلت في كسلي القرائي ..

  2. مكتبة ضخمة سأقتني منها كتبي قريبا
    سلام

    1. سعيدة لأنها حفزتك لذلك ^^
      سللام

  3. جولة جميلة يا سيرين … نفس الأمر أشعر به تجاه المنفلوطي ، رغم قراءاتي القليلة لبعض ما كتبه.
    أمتعتينا 🙂

    1. هههه.. أنت أيضا 😀
      شكرا لك مناااال ^^

  4. ماشاء الله عليك، أختي الكريمة، موسوعة ثقافية متنقلة..

    سعيد أني كنت هنا..

    1. هيهي لست كذلك 😀
      سعيدة أيضا لتواجدك هنا ^^

  5. المكتبة الخضراء، أنت أيضًا 🙂
    كنت أشتري بعض الأجزاء من مصروفي اليومي من زميلتي في الصف، السنة السادسة الابتدائية
    كانت الشريرة تشتريها من المكتبة القريبة من المدرسة وتبيعها عليّ بسعر أعلى من سعرها، ولأني لا أخرج لأي مكان إلا مع أمي، وأمي مأساة مع المكتبة وحرب حتى اليوم :)، المهم، كنت أشتريها وأمري لله!
    يالله كم كنت بلهاء وكم كنت أتعرض للنصب 😀

  6. المكتبة الخضراء ، ومن لم يقضي طفولته معها ..
    هههههههههههه .. مع ذلك ، مجرد كونك تشتريها من مصروفك اليومي هو شيء رائع جدا ، أشك أن نجده عند أطفال اليوم

  7. ما شاء الله على هذه الكتب
    بالنسبة لكتب البروفيسور طارق رمضان
    من الممكن البحث بصيغة PDF
    على التورينت
    قمت مؤخرا بتلخيص كتبا له عله ينال إعجابك
    http://shayunbiqalbi.blogspot.com/2010/07/in-footsteps-of-prophet-lessons-from.html

  8. جميل، كتب جميلة
    موفق

  9. […] سيرين. المدونة رقيقة الكلمات التي تنافسني في رياضة الاختفاء […]

اترك رداً على sonnet إلغاء الرد